18 Jul 2012

أحرف سبقتني إلى غزة




يوماً من الأيام فرتْ مني أحرفُ اسمي
استيقظتُ فلم أجدْها معي
قلقتُ عليها، ظننت أحداً سرقَها مني
حتى ظهرتْ على شواطئ غزة
تخيلوا أنها تتنزه وحدها

أحرفُ اسمي كسرتِ الحصار
أحرفُ اسمي تجاهلتْ حواجز النكبة
 أحرفُ اسمي عبرتِ الحدود
أحرفُ اسمي فعلتْها قبلَ جوازِ سفري

غارتْ من أحرفِ اسمي قدماي
تريدان ترك آثارَهما على رمالِ غزة
تريدانِ الركض على شواطئ غزة
كما ركضتا على شواطئ اللاذقية
كما تركضان على شواطئ الكاريبي

غارتْ من أحرف اسمي عيناي
وغارتْ من أحرف اسمي أذناي

وأكثر من غارتْ منها يداي
تحلمان بأن تفعلا على شواطئ غزة
ما كانتا تفعلان طوال سنين
على شواطئ اللاذقية
كانتا تكتبان كلمة : فلسطين
وترسمان خارطة فلسطين
مرة بعد مرة بعد مرة
تأتي الأمواجُ لتشويهِها أو طمسِها
فتعاودان كتابتَها ورسمَها

كنتُ مجرد طفلة تحلم فقط
بأن يبقى اسم فلسطينَ على الشاطئ 
كل يوم عند المغيب
تتدرب على المقاومة بطريقتها الطفولية

 كبرتْ الطفلة دون أن تتبدل أحلامها
وإذ بغزاوي جاء من حيث لا تعلم
اسمه ياسر عاشور
كتبَ اسمَها عفوياً على شواطئ فلسطين
بانتظار أن يكسرَ جوازُ سفرها
حواجزَ التاريخ و حواجزَ الجغرافيا
وتمشي على أرض فلسطين
حيث تنزهت أحرفُ اسمِها


شكراً ألف شكر يا ياسر على واحدة من أجمل الهدايا في الدنيا


1 comment:

Unknown said...

الله الله الله
كم هذه الكلمات رائعة أيتها الرائعة ديمة ... فلسطين تحبك صدقيني ..ليته كان بوسعي أن أفعل أكثر من ذلك لفعلت .. ولك هذه الكلمات أتمنى أن تكون كبيرة في معناها وكسرت حواجز المحتل الصهيوني ..

وقريبا سنلتقي ليس على بحر غزة ! ولكن في القدس ان شاء الله وهذا وعد من الله فلن يخلف الله وعده