20 Aug 2013

قمريات - توصيلة


نقر على شباكي برفق ، كأنه اللمس .. خفت أن يكون لصاً من لصوص الدراجات النارية .. وإلا فمن يطرق شباكي في هذا الليل؟ 

تمهلت ، خففت قدمي على البنزين .. ونظرت بحذر ، فإذ به يقول بصوت منخفض ، يكاد يهمس

 أحتاج إلى توصيلة 
تفضل 

ركب معي في السيارة وهو صامت .. وأنا مذهولة 

هل أسأله إلى أين؟ ولماذا؟

الطريق الجبلي المتعرج حيرني .. قدت السيارة وهو معي ، تارة كان يبدو لي أنه إلى يساري وتارة أخرى إلى يميني وتارة ثالثة ورائي .. وأحياناً تراءى لي أنه أمامي

 إلى أين ستأخذيني؟ 
  لا أعرف .. إلى حيث تريد 
أنا أريد أن تصحبيني إلى مجرة أخرى
مجرة أخرى؟
    لم أعد أطيق مسلسلات الدم والكراهية اليومية على الأرض، وأنا مجبر على  مشاهدتها من السماء كل يوم 
 حتى أنت يا بروتوس؟ ظننتك أضحيت محصناً بعد آلاف بل ملايين السنين. ظننتك أنت الأمل.. كنت دائماً أرى فيك الأمل وأنا أروي لك الحكايات وأسمع الحكايات منك
كلا يا ديمة، أنا تعبت .. ابحثي لي عن أي مكان آخر لا يقتل فيه البشر أمام عيني ، أريد أن أبتسم ، ألم تتسائلي يوماً لم وجهي دائماً حزين؟
 وجهك الحزين جميل يا قمر

صمتَ

بعد أن انتهت طرق كاراكاس ، وشارف البنزين على الانتهاء ، اعتذرت إليه .. لأني مثله ، تعبت ، وأبحث عن مجرة أخرى ، لكني لا أعرف الطريق 

طأطأ برأسه بخجل .. وعاد إلى السماء متسللاً عبر نفس السحب التي أتى مختبئاً بين ثناياها .. يضيء ليلة مظلمة أخرى بعد يوم بشري دامٍ أخرى


كاراكاس  ١٩ أغسطس آب ٢٠١٣

No comments: